Rabu, 06 Juli 2011

فضل حفظ القرآن وحقيقته


فضل حفظ القرآن وحقيقته
السؤال
 أريد أن أعرف فضل حفظ القرآن مع أن الصحابة معظمهم كان لا يحفظ القرآن، ومع العلم أني حفظت جزءاً من القرآن؛ لكن الشيطان يسيطر عليَّ حتى لا أحفظ، أريد أن أعرف فضل الحفظ؟
الجواب
 أحاديث فضل الحفظ ليس فيها معنى الحفظ المجرد، بل فضل الحفظ مع العمل كما في الحديث: ( يقال لقارئ القرآن يوم القيامة: اقرأْ وارقَ ورتلْ كما كنت ترتل في الدنيا، فإن منزلتك عند آخر آية تقرؤها ) هذا الحديث لا يشمل مَن حَفِظ القرآن وأكل به، أو لعب به، أو اشترى به ثمناً قليلاً بداهةً.
فكل الأحاديث في فضل الحفظ: إنما هي في الحفظ مع العمل، وليست في الحفظ المجرد، ولذلك تدرك فضل الصحابة بهذا البيان.
صحيحٌ أنه لم يكن أغلبهم يحفظ القرآن؛ لكن كانوا يقفون عند حدود ما أنزل الله عز وجل، كما روى أبو عبد الرحمن السلمي ، عن عثمان ، و ابن مسعود قالا: كنا إذا حفظنا عشر آيات لم نتجاوزهن حتى نعمل بهن، فحفظنا العلم والعمل جميعاً.
إذاً: الصحابة كان كل شغلهم أنهم يتعبدون، ويحولون هذا القرآن إلى واقع عملي، إذا وردت: (اتقوا الله) فإنهم يقفون عند الآية ليحققوا التقوى.
إذاً: فضيلة الحفظ ليست في الحفظ المجرد العاري عن العمل، ولهذا صدق ابن عمر وصدق حذيفة لما قالا: (لمقام أحدهم في الصف ساعة خير من عمل أحدكم في الدنيا كلها).
السؤال :
إنني كثيرا ما أحفظ آيات من القرآن الكريم ، ولكن بعد فترة أنساها ، وكذلك عندما أقرأ آية لا أعلم هل قراءتي صحيحة أم لا ؟ ثم أكتشف بعد ذلك أنني كنت مخطئا ، دلوني لو تكرمتم .
الجواب :
المشروع لك يا أخي أن تجتهد في حفظ ما تيسر من كتاب الله ، وأن تقرأ على بعض الإخوة الطيبين في المدارس أو في المساجد أو في البيت ، وتحرص على ذلك ، حتى يصححوا لك قراءتك ، لقول النبي صلى الله عليه وسلم : « خيركم من تعلم القرآن وعلمه » رواه البخاري رحمه الله في صحيحه ، فخيار الناس هم أهل القرآن الذين تعلموه وعلموه الناس ، وعملوا به .
ولقول النبي صلى الله عليه وسلم لبعض أصحابه : « أيحب أحدكم أن يذهب إلى بطحان فيأتي بناقتين عظيمتين في غير إثم ولا قطيعة رحم »  فقالوا : يا رسول الله : كلنا يحب ذلك ، فقال عليه الصلاة والسلام : « لأن يغدو أحدكم إلى المسجد فيتعلم آيتين من كتاب الله خير له من ناقتين عظيمتين وثلاث خير من ثلاث وأربع خير من أربع ومن أعدادهن من الإبل » أو كما قال عليه الصلاة والسلام .
وهذا يبين لنا فضل تعلم القرآن الكريم ، فأنت يا أخي عليك بتعلم القرآن على الإخوان المعروفين بإجادة قراءة القرآن حتى تستفيد وتقرأ قراءة صحيحة .
أما ما يعرض لك من النسيان فلا حرج عليك في ذلك ، فكل إنسان ينسى ، كما قال عليه الصلاة والسلام : « إنما أنا بشر مثلكم أنسى كما تنسون » وسمع مرة قارئا يقرأ فقال : « رحم الله فلان لقد أذكرني آية كذا كنت أسقطتها » أي أنسيتها ، والمقصود أن الإنسان قد ينسى بعض الآيات ثم يذكر ، أو يذكره غيره ، والأفضل أن يقول ( نسيت ) بضم النون وتشديد السين ، أو : أنسيت ، لما ورد أنه صلى الله عليه وسلم قال : « لا يقولن أحدكم نسيت آية كذا بل هو نسي » يعني أنساه الشيطان ، أما حديث :« من حفظ القرآن ثم نسيه لقي الله وهو أجذم » فهو حديث ضعيف عند أهل العلم لا يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم ، والنسيان ليس باختيار الإنسان وليس في طوقه السلامة منه ، والمقصود أن المشروع لك حفظ ما تيسر من كتاب الله عز وجل ، وتعاهد ذلك ، وقراءته على من يجيد القراءة حتى يصحح لك أخطاءك .
وفقك الله ويسر أمرك .

طريقة حفظ القرآن
السؤال:
أرشدوني إلى الطريقة التي تعينني على حفظ كتاب الله .
الجواب :
نوصيك بالعناية بالحفظ والإقبال على ذلك واختيار الأوقات المناسبة للحفظ كآخر الليل أو بعد صلاة الفجر أو في أثناء الليل أو في بقية الأوقات التي تكون فيها مرتاح النفس حتى تستطيع الحفظ ، ونوصيك باختيار الزميل الطيب الذي يساعدك ويعينك على الحفظ والمذاكرة ، مع سؤال الله التوفيق والإعانة والتضرع إليه أن يعينك ، وأن يوفقك ، وأن يعيذك من أسباب التعويق ومن استعان بالله صادقا أعانه الله ويسر أمره.

حكم الاجتماع في دعاء ختم القرآن الكريم
السؤال :
ما حكم الاجتماع في دعاء ختم القرآن العظيم ، وذلك بأن يختم الإنسان القرآن الكريم ثم يدعو بقية أهله أو غيرهم إلى الدعاء معه دعاء جماعيا لختم القرآن العظيم حتى ينالهم ثواب ختم القرآن الكريم الوارد عن شيخ الإسلام أحمد ابن تيمية رحمه الله ، أو غيره من الأدعية المكتوبة في نهاية المصاحف المسماة بدعاء ختم القرآن العظيم ، فهل يجوز الاجتماع على دعاء ختم القرآن العظيم سواء كان ذلك في نهاية شهر رمضان المبارك أو غيره من المناسبات فهل يعتبر هذا الاجتماع بدعة أم لا ؟ وهل ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعاء مخصص لختم القرآن العظيم ؟ نرجو توضيح ذلك مع ذكر الدليل .
الجواب :
لم يرد دليل على تعيين دعاء معين فيما نعلم ، ولذلك يجوز للإنسان أن يدعو بما شاء ، ويتخير من الأدعية النافعة ، كطلب المغفرة من الذنوب والفوز بالجنة والنجاة من النار ، والاستعاذة من الفتن ، وطلب التوفيق لفهم القرآن الكريم على الوجه الذي يرضي الله سبحانه وتعالى والعمل به وحفظه ونحو ذلك ؛ لأنه ثبت عن أنس رضي الله عنه أنه كان يجمع أهله عند ختم القرآن ويدعو ، أما النبي صلى الله عليه وسلم فلم يرد عنه شيء في ذلك فيما أعلم .
أما الدعاء المنسوب لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله فلا أعلم صحة هذه النسبة إليه ، ولكنها مشهورة بين مشائخنا وغيرهم ، لكنني لم أقف على ذلك في شيء من كتبه والله أعلم .

السؤال
 لماذا لا يكون عنوان الدرس القادم "أهمية حفظ كتاب الله" و"التحزبات التي تواجه الشباب" في الدرس الذي بعده؟
الجواب
 هذه قضايا قد لا تكون هي لوحدها مجالاً لمحاضرة كاملة، لكن الرسول عليه الصلاة والسلام يقول: ( إذا جُمع القرآن في إهاب لم يحرقه الله بالنار ) أي: أن هذه من فضيلة حفظ القرآن أن الإنسان إذا حفظ القرآن؛ فإن الله عز وجل لا يحرق بالنار جسداً جُمع فيه القرآن، فهذا من فضيلة حفظة كتاب الله عز وجل: { بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ } [العنكبوت:49].
عند الدفن من الذي يقدم؟ إذا كان هناك عدة موتى الآن نريد أن ندفنهم أول واحد نقدم منهم أحفظهم لكتاب الله، كان يسأل في غزوة أحد عن القوم إذا اجتمع اثنان في الدفن في قبر واحد لأن المسلمين منهكون بالجراحات، فيصعب عليهم حفر قبر لكل واحد، فقال الرسول: ادفنوا الاثنين والثلاثة في قبر واحد، عمقوا ووسعوا، ادفنوا الاثنين والثلاثة في قبر واحد، وكان إذا أراد أن يدفن سأل أيهم أكثر قرآناً فقدمه.
ويؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله، فإذاً حفظ القرآن فيه ميزة عظيمة، كيف لا وأنت تستطيع أن تستشهد به في المجالس، وتدعو به إلى الله؟ والله يقول عن القرآن: { وَجَاهِدْهُمْ بِهِ جِهَاداً كَبِيراً } [الفرقان:52] أي بالقرآن، ونحن أحياناً نأتي بكلام من عندنا مع أن كلام الله عز وجل أشد تأثيراً وأعمق في النفس، لكن نغفل عن قضية الاستشهاد بآيات الكتاب العزيز لأسباب منها: عدم حفظها، كيف تستشهد بها وأنت لا تحفظ؟!

فضل حفظ القرآن: المحافظة على القرآن والتحذير من نسيانه:
إن من أوتي حفظ القرآن كله أو حفظ بعضه، فقد أوتى حظًّا عظيمًا، ورُزق خيرًا عميمًا، وإنْ ظنَّ أن أحدًا أوتي خيرًا منه فقد حقَّر ما عظَّمَ اللهُ - عز وجل؛ لذلك جاءت الأحاديث النبوية صحيحةً صريحة تحذِّر من نسيان القرآن، وتَحثُّ على تعهده بمداومة التلاوة؛ لتثبيت الحفظ، فعن أبي موسى الأشعري - رضي الله عنه - عن النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال: ((تعاهدوا هذا القرآن، فوالذي نفسي بيده، لهو أشدُّ تَفلُّتًا من الإبل في عُقُلها))[27].
وعن عمر - رضي الله عنه - أنَّ رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال: ((إنَّما مثل صاحب القرآن كمثل صاحبِ الإبل المعقَّلة، إن عاهد عليها أمسكها، وإن أطلقها ذهبت))[28].

إكرام أهل القرآن:
القرآن كلام الله تعالى القديم، وحبله المتين، وحملته هم أولياء الله تعالى، ما حافظوا عليه، واهتموا بفهمه، وحرَصوا على تبليغ تعاليمه، فلا عجب أن يكونوا موضع الإكرام والإجلال.
قال - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((إن من إجلال الله تعالى إكرام ذي الشيبة المسلم، وحامل القرآن غير الغالي فيه، ولا الجافي عنه، وإكرام ذي السلطان المقسط))[29].
ومن كرامة أهل القرآن على ربهم أن جعلهم مُقدَّمين على غيرهم في حياتهم وبعد مماتهم.
عن جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - أن النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - كان يجمع بين الرجلين من قتلى أحد، ثم يقول: ((أيهما أكثر أخذًا للقرآن؟)) فإذا أشير إلى أحدهما قدَّمه في اللَّحد))[30].
فليت من أكرمهم الله - تعالى - بحفظ كتابه وحمل رسالته يدركون منزلتهم عند ربهم - عز وجل - ويؤدُّون واجبهم تجاه الأمانة التي حُمِّلوها؛ فإن ذلك عِزُّهم وشرفهم في الدنيا، ورصيدهم الذي يرفع مكانتهم يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.

أخلاق حامل القرآن:
ينبغي أن يكون حامل القرآن هو رجل الدعوة، ورجل الدعوة يجب أن يكون رجل القرآن مُتحليًا بأكرم الشمائل، مَصونًا عن دنيء المكاسب، مترفِّعًا على الجبابرة والطغاة، مُتجافِيًا عن سفاسف الأمور، متواضِعًا للصالحين، ذا سكينة ووقار، شريف النفس، عاليَ الهمة، دائبًا في نشر الخير، حريصًا على تبليغ الرسالة، ودعوة الناس إليها.
عن عبد الله بن عمرو أن رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال: ((من قرأ القرآن فقد استدرج النبوَّة بين جنبيه، غير أنه لا يوحى إليه، لا ينبغي لصاحب القرآن أن يَجِد مع من وجد، ولا يجهل مع من يجهل، وفي جوفه كلام الله))[31].
وهذه الأخلاق فهمها أصحاب النبي الكريم - صلَّى الله عليه وسلَّم - وتحلَّوا بها، وحرَصوا على نقلها لمن وراءهم.
قال عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه -: "ينبغي لحامل القرآن أن يُعرف بليله قائمًا إذ الناس نائمون، وبنهاره صائمًا إذ الناس مُفطِرون، وبعفَّة لسانه إذ الناس يهجرون، وبحزنه إذ الناس يفرحون، وببكائه إذ الناس يَضحكون، وبصمته إذ الناس يخوضون، وبخشوعه إذ الناس يختالون، وينبغي لحامل القرآن أن يكون مستكينًا ليِّنًا، ولا ينبغي له أن يكون جافيًا، ولا ممارِيًا، ولا صيَّاحًا، ولا صخَّابًا، ولا حديدًا - أي: سريع الغضب -"[32].
وعن الحسن البصري - رحمه الله - قال: "إن من كان قبلكم رؤوا القرآن رسائل من ربهم، فكانوا يتدبرونها بالليل، ويُنفِّذونها بالنهار"[33].
وقال الفضيل بن عياض - رحمه الله -: "ينبغي لحامل القرآن أن لا يكون له حاجة إلى أحد من الخلفاء فمن دونهم، فحامل القرآن حامل راية الإسلام، لا ينبغي له أن يلهو مع من يلهو، ولا يسهو مع من يسهو، ولا يلغو مع من يلغو؛ تعظيمًا لحق القرآن"

Tidak ada komentar:

Posting Komentar